مجلس الوزراء أقرّ موازنة 2025.. ماذا عن التشكيلات الديبلوماسية؟
المعدن الأصفر إلى ارتفاع؟!
بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرار تنفيذي حول إنشاء احتياطيات أميركية من العملات الرقمية مشابهة لاحتياطيات الذهب والعملات الأجنبية، عاود الذهب رحلته بالارتفاع بعدما شهد انخفاضاً الأسبوع الماضي حوالى 4% ليصل سعر أونصة الذهب اليوم إلى حدود 2920$.
تتأثر أسعار الذهب دائماً بالتطورات السياسية والتوتّرات الدولية والاقتصادية وارتفاع فوائد الدولار الأميركي لتقع في حالة من الهلع والذعر، مما يخوّلها في بعض الأوقات تحقيق المكاسب ويتمكّن المستثمرون من التصريف بأسعار أفضل.
عين الجميع اليوم على المعدن الأصفر لما يشكّل من ضمان للدول وحتى لشركات التعدين التي ارتفعت الأسبوع الماضي، مما قد يشير إلى أنها مستعدّة أخيراً لمناوشة المعدن الثمين.
ومن المتوقع بحسب الخبراء أن نشهد الأسبوع المقبل على تغيّرات جذرية بأسعار الذهب، متّجهة نحو الارتفاع بانتظار ما سيؤول اليه الاتفاق الأميركي الروسي الأوكراني كما التعريفات الجمركية، وقرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة.
ما سبب الانخفاض المفاجئ؟
يرى الأستاذ الجامعي ومحلل الأسواق المالية سمير الخوري أن سبب هذا التراجع الأسبوع الماضي يعود إلى نوع من تصحيح السعر، كما أن المستثمرين فاوضوا على عمليات جني الأرباح من الذهب تحديداً إذ إن أسعار الذهب اقتربت من حاجز 3000 دولار.
وأشار إلى أنه منذ مطلع العام 2025 ارتفع الذهب بنسبة 10%، متفوّقاً على أصول عالية المخاطر مثل الـ bitcoin والأسهم الأميركية على غرار الـ nazdak، ما يشير إلى تخوّف لدى المستثمرين الذين لجؤوا إلى الأصول الآمنة كالذهب.
عوامل عدة تدعم أسعار الذهب بحسب خوري أوّلها التضخّم الأميركي الذي لا يزال مرتفعاً، علماً أنه تباطأ في الفترة الأخيرة لكنه لا يزال بعيداً عن المعدل المستهدف 2% من قبل البنك المركزي الأميركي.
ثانياً، هناك الحرب التجارية بين إدارة ترامب وكندا والمكسيك الذي سيفرض عليهم نسبة 25% كرسوم جمركية بالإضافة إلى 10% على الصين وعلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 25%، مما قد يزيد من حالة عدم اليقين للجوء المستثمرين إلى الذهب.
كما هناك عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية العالمية وعلى رأسهم بنك الشعب الصيني لزيادة احتياطي الذهب.
من جهة أخرى تشير التوقعات إلى تخفيض أسعار الفائدة الأميركية بنسبة 2% أو 3% هذا العام مما سيعطي الزخم الإيجابي للمعدن الأصفر. وبالتالي نعود إلى معادلة "كلما انخفضت الفوائد الأميركية زادت جاذبية الذهب".
أما العامل الأهم لارتفاع أسعار الذهب، فهو ندرته إذ يتداول بحوالى 7,2 مليارات أونصة ذهب في العالم وحوالى مليارين في باطن الأرض ما يعطي زخماً إيجابياً على الذهب.
البنك المركزي اللبناني
لبنانياً يحوي البنك المركزي حوالى 9,22 ملايين أونصة ذهب كاحتياطي أي تقريباً حوالى 27 مليار دولار، مستفيداً من الارتفاع لترتفع معه قيمة احتياطي الذهب لدى مصرف لبنان، ما يدلّ على إشارة إيجابية. ويضيف خوري أنه بشكل عام لا يمكن الاستفادة من الذهب لأن القانون 1986 يمنع مصرف لبنان من التصرف بالذهب كبيعه أو رهنه، وبالتالي وجود الذهب لدى المصرف يشكل ضمانة معنوية للمواطنين.
ويكشف خوري أن الذهب لا يزال الزخم عليه إيجابياً ومن الممكن أن يصل لحدود 3200 دولار تبعاً للتوترات التجارية والضبابية حول الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات بين تايوان والصين.
حتى الآن كل العوامل تدعم مستويات الذهب، لكن من الممكن أن ينخفض بالاتفاق مع إدارة ترامب إنّما ليس بشكل كبير، لأن هناك عوامل أخرى تدعم الذهب تحديداً دول الـ "بريكس" التي تشتري الذهب وتستثمر فيه وتبتعد عن الدولار الأميركي.
من الصعب عودة سعر الذهب إلى المرحلة السابقة أو التراجع إلى ما دون 2000 دولار، لذا ينصح بعدم البيع في الوقت الحالي، والشراء عند أي فرصة سانحة.
ماريا موسى - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|